الهندسة الوراثية تفتح آفاق العلاج الطبي

خطت الهندسة الوراثية البشرية في الآونة الأخيرة خطوات واسعة، وقدمت حصاداً علمياً فريداً يبشر بإزالة الهموم وعلاج الأمراض لدى ملايين البشر، وفتحت آفاقاً جديدة في طرق العلاج والتشخيص، ربما تغير وجه الخريطة الصحية في العقود المقبلة، ولاسيما في مجال تشخيص وعلاج الأمراض الوراثية والسرطانية والفيروسية والاختبارات الوراثية.

وجاء العلاج الجيني ( GENE THERAPY ) للأمراض محصلة لثورة تكنولوجيا الجينات والمعرفة الدقيقة لتركيب الجينات ( المورثات ) الموجودة في الكروموسومات ( الصبغيات ) التي تحمل الصفات الوراثية للإنسان، وتشمل كل جزيء في جسمه، سواء لون العينين أو لون الشعر أو طول القامة أو مختلف الصفات الأخرى.

وتوصل العلم الحديث الى إنزيمات محددة يمكنها أن تتقصى الجينات المسؤولة عن الصفات البشرية كل على حدة وتنزعها إذا كانت مسببة للأمراض، كما توصل إلى أنظمة نقل الجينات GENE TRANSFER) SYSTEMS) التي يمكنها نقل الجينات المرغوبة إلى الإنسان.

وللجينات وظيفتان: الأول هى إنتاج مواد لاستمرار حياة الخلايا.

والأخرى إنتاج مواد تلزم الجسم مثل الإنسولين والهرمونات المختلفة .

وتصحيح الخطأ الذي يحدث لهذه الجينات يؤدي إلى تصحيح مسارها، ومن ثم إمكانية علاج الأمراض الوراثية، وبذلك يتضح أن العلاج الجيني في أبسط صوره هو إدخال جينة وظيفية FUNCTIONAL GENE) ) إلى خلايا المريض لتحل محل جينة مصابة إما بسبب وراثي أو مكتسب. وعن طريق تحليل الحمض النووي، الذي يحمله الإنسان داخل جسده، يمكن رسم خريطة جينية لكل شخص. وقد تم التعرف إلى نحو 40 ألف جينة وراثية في حين يستهدف العلماء الوصول إلى معرفة ما بين 75 و 100 ألف جينة، وذلك عن طريق مشروع ضخم تموله الولايات المتحدة ويكلف ثلاثة مليارات دولار، ويعمل فيه مئة مختبر، ويشارك فيه عدد من دول العالم.

خريطة الجينات

وخريطة الجينات الوراثية هي وسيلة تستهدف التعرف إلى صفات الإنسان الجيدة ومعرفة الصورة الحقيقية والكاملة لكل ما يخص صحة الإنسان من حيث النمو والتطور والتشخيص، ومن ثم العلاج المستقبلي في ضوء العامل الوراثي، واكتشاف الأفراد الذين لديهم استعداد للإصابة بأمراض معينة، والعمل بكل الطرق على منع حدوث الإصابة بالمرض، و اتباع الأساليب الوقائية المتعلقة بالبيئة في بعض الحالات؛ لأن المرض لايحدث نتيجة لوجود العوامل الوراثية فقط وإنما نتيجة لتفاعل العوامل الوراثية والبيئية؛ مثل التعرض للإشعاعات والمبيدات الحشرية وبعض الأدوية ودخان السجائر وغير ذلك من العوامل المحفزة.

وشهدت الأعوام الماضية عشرات المحاولات للعلاج بالجينات، منها على سبيل المثال، عندما جرى في عام 1994 تدشين أول بداية حقيقية وواعدة نحو تطوير ما عرف بسلاح الجينات الانتحارية كعلاج للسرطان، وهو علاج يتوقع أن يحدث ثورة كبيرة في المستقبل في التعامل مع هذا المرض، بعد أن حقق نتائج جيدة مع بعض أنواع سرطان الجلد. ولدى العلماء دلائل قوية على إمكانية نجاحه مع سرطان الجهاز الهضمي والحنجرة والمريء وغير ذلك. وتتلخص فكرة علاج الورم في إدخال جينات تشبه القنبلة الزمنية إلى خلايا الورم، حيث تنفجر بمجرد الالتحام بالخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى تحطم الخلايا السرطانية، أو إدخال جينات إلى الخلايا السرطانية تجعلها تفرز مواد سامة، ومن ثم تحطم نفسها.

المصدر: مجلة التقدم العلمي فبراير 2011 ص 64-65

**smsm** الثلاثاء 22 نوفمبر 2011 - 22:49

جميل اوى الموضوع ده يا نائل ومفيد وه هادف وان شاء الله كل الناس تستفيد منو جعلها الله فى صحيفاعماللك بالخير والحسنات وجزاء السيبل

الهندسة الوراثية تفتح آفاق العلاج الطبي

الهندسة الوراثية تفتح آفاق العلاج الطبي

رد: الهندسة الوراثية تفتح آفاق العلاج الطبي