أسس اختيار الشامبو المناسب

شتوتغارت- عادة ما يقف المستهلك حائراً أمام أرفف عبوات الشامبو في المتاجر؛ نظراً للتنوع الكبير في هذه المستحضرات. وباتباع بعض الأسس والإلمام ببعض المصطلحات الكيميائية يمكن للمستهلك اختيار الشامبو المناسب لشعره بلا عناء أو حيرة، وبدون الاعتماد على السعر الباهظ وحده؛ كونه لا يُعد مقياساً على جودة الشامبو.

وأوضحت زابينا هولتسيبفل، من مركز خدمة المستهلك بمدينة شتوتغارت الألمانية، أن أول أسس اختيار الشامبو المناسب هي معرفة نوع الشعر، مؤكدة إمكانية الاسترشاد بالتصنيفات العامة التالية للشعر؛ عادي أو جاف أو دهني أو مُجهد أو مُصاب بالقشرة؛ حيث تختلف أنواع مواد العناية ونسبة تركيزها من شامبو لآخر تبعاً لغرض الاستعمال.

وأشارت هولتسيبفل إلى أن عمر المستهلك يلعب أيضاً دوراً في اختيار الشامبو المناسب، فللعناية بشعر الأطفال مثلاً ينبغي اختيار الشامبو المخصص لهم؛ كونه يحتوي على مواد فعالة بنسبة تركيز تناسب بنية شعرهم بشكل أفضل.

المركبات الكيميائية

ومن ناحية أخرى، أكدت خبيرة التجميل الألمانية بيرغيت هوبر، أهمية الإلمام ببعض المصطلحات الكيميائية واستخدامات وفوائد كل منها من أجل اختيار الشامبو المناسب للشعر، مشيرةً إلى أن بعض أنواع الشامبو تحتوي على 10 إلى 20 مادة فعّالة، تصل أحياناً إلى 30 مادة.

وأضافت هوبر، نائب المدير التنفيذي لرابطة الشركات المنتجة لمواد الغسل ومستحضرات العناية بالجسم (IKW) بمدينة فرانكفورت غربي ألمانيا، أن الشامبو الذي يتمتع بتأثير تنظيف قوي يحتوي على المركبات الكيميائية المعروفة باسم "عوامل الفعالية السطحية". وعن هذه المادة تقول هوبر "عوامل الفعالية السطحية عبارة عن مواد تمتاز بتأثير غسل فعال، كما أنها تنتج الرغوة أيضاً".

وأوضح الكيميائي الألماني كونراد غيرسدورف أن الشامبو يتألف، إلى جانب الماء، من مواد لغسل الشعر، ومواد تُعيد إليه الرطوبة والنداوة، قائلاً "مادة صوديوم لوريث سلفات هي إحدى عوامل الفعالية السطحية المسؤولة عن قوة تأثير الغسل التي يتمتع بها الشامبو، شأنها في ذلك شأن مادة البيتين اللطيفة جداً على الجلد والغشاء المخاطي".

وأضاف غيرسدورف، الخبير لدى مركز حماية المستهلك بالعاصمة الألمانية برلين "مادة البوليمرات تمنح الشعر كثافة ورونقاً". أما الأشخاص الذين يعانون من القشرة، فأوصاهم غيرسدورف باختيار نوعيات الشامبو المحتوية على مضادات القشرة، موضحاً فائدتها بقوله "تعمل هذه النوعيات على مكافحة فطر الخميرة المسؤول عن تكون قشرة الشعر".

ومن ناحية أخرى، أشارت هولتسيبفل إلى أن السعر الباهظ للشامبو ليس ضماناً لجودته، موضحة "المهم هو كيف يبدو شعري بعد الغسل؟". ويشاطرها الكيميائي الألماني غيرسدورف الرأي، مشيراً إلى أن أهم معيارين هما: هل ينظف الشامبو شعري جيداً؟، هل يعتني بالشعر وفروة الرأس؟.
وأكد غيرسدورف أن الاختبارات أثبتت أن بعض نوعيات الشامبو الرخيصة تتمتع بقدرة جيدة على التنظيف والعناية بالشعر.

الوعود الزائفة

ويرى الكيميائي الألماني أن الوعود البرّاقة بقدرة الشامبو على إصلاح الشعر التالف غير صحيحة، معللاً ذلك بقوله "إذا كان الشعر تالفاً ويعاني من التقصف، فلا يمكن إصلاحه". وأضاف غيرسدورف أن كل ما يمكن للشامبو فعله هو معادلة الاختلافات في بنية الشعر سطحياً. كما أن ما يُعرف باسم "غلاف الحماية" لا يعدو كونه "مجرد قناع زينة"؛ لأنه لا يعالج الشعر من الداخل.

وبدلاً من شراء شامبو باهظ الثمن، ينصح غيرسدورف الأشخاص الذين يعاني شعرهم من الإجهاد والتقصف بالفصل بين عملية غسل الشعر والعناية به، موضحاً "سأستعمل شامبو ذا جودة وسعر مناسبين، وبعد ذلك سأستعمل مستحضر عناية من وقت إلى آخر". فنظراً لأن المهمة الأساسية للشامبو تتمثل في غسل الشعر وتنظيفه، فإنه لا يتمتع، حتى لو كان باهظ الثمن، بالقدر نفسه من مواد العناية التي تحتوي عليها مستحضرات العناية بالشعر.

ومن ناحية أخرى، شدد الكيميائي الألماني على ضرورة التعامل مع الشعر وفروة الرأس بعناية فائقة من خلال اتباع بعض الإرشادات البسيطة، منها مثلاً ترك الشعر المغسول يجف في الهواء الطلق لأطول فترة ممكنة، ثم تجفيفه بالمجفف ببطء وعلى درجة حرارة منخفضة قدر المستطاع. كما حذر غيرسدورف من الاستعمال المتكرر لمكواة الفرد بسبب السخونة الشديدة المنبعثة منها أو استعمال مستحضرات التمويج بصفة منتظمة، حيث يمكن أن تلحق تلفيات جسيمة بالشعر.-(د ب أ)