المواضيع الأخيرة
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 10 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 10 زائر لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 56 بتاريخ الأربعاء 9 أكتوبر 2024 - 14:42
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
نائل عبدالرحمن العلي | ||||
mhhm34 | ||||
smsm | ||||
سوسو | ||||
أمير النهار | ||||
مجنون عاقل | ||||
mud_meto | ||||
هاني العلي | ||||
طارق | ||||
القناص |
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 310 عُضو.آخر عُضو مُسجل هو Yasmennael فمرحباً به.
أعضاؤنا قدموا 1662 مساهمة في هذا المنتدى في 908 موضوع
بحـث
كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟
صفحة 1 من اصل 1
كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟
رمضان جئت إلينا
تحنو سماك علينا
أهلاً قدمت ومرحبا
سقنا إليك حنـيـنا
رمضان ليتك دائم
فيك الثواب جنـينـا
لكي نفوز بجنـة
هبة الكريـم إليـنـا
كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟
قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185].
تحنو سماك علينا
أهلاً قدمت ومرحبا
سقنا إليك حنـيـنا
رمضان ليتك دائم
فيك الثواب جنـينـا
لكي نفوز بجنـة
هبة الكريـم إليـنـا
كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟
قال الله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185].
الحمد لله أن منَّ علينا بمواسم الخيرات، وخص شهر رمضان بالفضل والتشريف والبركات وحثُ فيه على عمل الطاعات،
والإكثار من القربات، أحمده سبحانه على نعمه الوافرة، وأشكره على آلائه المتكاثرة، فالحمد لله والشكر له على أن
بلغنا بمنه وكرمه شهر رمضان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبدالله ورسوله، أفضل
من صلى وصام، وأشرف من تهجد وقام، صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه البررة الكرام، والتابعين ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد فيا أيها الإخوة المسلمون: اتقوا الله تبارك وتعالى ، واشكروه على ما هيأ لكم
من المناسبات العظيمة، التي تصقل الإيمان في القلوب، وتحرك المشاعر الفياضة في النفوس، فتزيد الطاعات، وتضيق
مجالات الشر في المجتمعات، وتعطي المسلمين دروساً في الوحدة والإخاء، والتضامن والصفاء، والبر والصلة والهناء،
والطهر والخير والنقاء، والصبر والشجاعة والإباء، إنها منهل عذب، وحمى أمين، وحصن صين للطائعين، وفرصة لا
تعوض للمذنبين المفرطين، ليجددوا التوبة من ذنوبهم، ويسطروا صفحة جديدة بيضاء ناصعة، مفعمة بفضائل الأعمال
ومحاسن الفعال ومكارم الأخلاق. إن من أجل هذه المناسبات زمناً، وأعظمها قدراً، وأبعدها أثراً: ما نعيشه من عبق
هذه الأيام المباركة، والليالي الغر المتلألئة في هذا الشهر الكريم، نرتوي من ثمره، ونرتشف من رحيقه، وننتشي عاطر
شذاه، شهر مضاعفة الحسنات، ومغفرة الذنوب والسيئات ، وإقالة العثرات، فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار،
وتصفد الشياطين، من صامه وقامه إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه، كما صح بذلكم الحديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم، في البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه . نعم فرحة كبرى تعيشها الأمة الإسلامية هذه
الايام، فهي إزاء دورة جديدة من دورات الفلك تمر الايام، وتمضي الشهور، ويحل بنا هذا الموسم الكريم، وهذا الشهر
العظيم، هذا الوافد الحبيب والضيف العزيز، وذلك من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة، لما له من الخصائص
والمزايا ، ولما أعطيت فيه هذه الأمة من الهبات، وخصت فيه من الكرامات، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت
الشياطين . فيا لها من فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة، تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها الأرواح، وتكثر فيها دواعي
الخير، تفتح الجنات، وتتنزل الرحمات، وترفع الدرجات ، وتغفر الزلات، في رمضان، تهجد وتراويح، وذكر وتسبيح، في
رمضان، تلاوة وصلوات، وجود وصدقات، وأذكار ودعوات، وضراعة وابتهالات. إذا كان الأفراد والأمم محتاجين إلى
أوقات من الصفاء والراحة، لتجديد معالم الإيمان، وإصلاح ما فسد من أحوال، وعلاج ماجد من أدواء، فإن شهر رمضان
المبارك هو الفترة الروحية التي تجد فيها هذه الأمة فرصة لإصلاح أوضاعها، ومراجعة تأريخها، وإعادة أمجادها، إنه
محطة لتعبئة القوى الروحية والخلقية، التي تحتاج إليها كل أمة، بل يتطلع إليها الأفراد والمجتمعات، إنه مدرسة لتجديد
الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وشحذ الأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز، وكبح جماح الشهوات. في الصيام: تحقيق
للتقوى، وامتثال لأمر الله سبحانه وقهر للهوى، وتقوية للإرادة، وتهيئة للمسلم لمواقف التضحية والفداء، كما أن به
تتحقق الوحدة والمحبة، والألفة والإخاء، فيه يشعر المسلم بشعور المحتاجين، ويحس بجوع الجائعين، الصيام مدرسة
للبذل والجود والصلة، فهو حقاً معين الأخلاق، ورافد الرحمة ، من صام حقاً: صفت روحه، ورق قلبه، وصلحت نفسه،
وجاشت مشاعره، وأرهفت أحاسيسه، ولانت عريكته. فما أجدر الأمة الإسلامية اليوم أن تقوم بدورها، فتحاسب نفسها
عند حلول شهرها، وما أحوجها إلى استلهام حكم الصيام، والإفادة من معطياته، والنهل من معين ثمراته وخيراته.
وبالطبع إن استقبالنا لرمضان يجب أن يكون أولاً بالحمد والشكر لله جل وعلا والفرح والاغتباط بهذا الموسم العظيم،
والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي، كما يجب الخروج من المظالم، ورد الحقوق إلى أصحابها، والعمل على
الانتفاع من أيامه ولياليه صلاحاً وإصلاحاً، فبهذا الشعور والإحساس تتحقق الآمال، وتستعيد الأفراد والمجتمعات
كرامتها, أما أن يدخل رمضان، ويراه بعض الناس تقليداً موروثاً، وأعمالاً صورية محدودة الأثر، ضعيفة العطاء بل لعل
بعضهم أن يزداد سواءً وانحرافاً والعياذ بالله فذلك انهزام نفسي، وعبث شيطاني، له عواقبه الوخيمة على الفرد
والمجتمع. فلتهنأ الأمة الإسلامية جمعاء، بحلول هذا الشهر العظيم، وليهنأ المسلمون جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها
بهذا الشهر الكريم، إنه فرصة للطائعين للاستزادة من العمل الصالح، وفرصة للمذنبين للتوبة والإنابة، وكيف لا يفرح
المؤمن يفتح أبواب الجنان؟ وكيف لا يفرح المذنب بإغلاق أبواب النيران؟ يا لها من فرص لا يحرمها إلا محروم، ويا
بشرى للمسلمين بحلول شهر الصيام والقيام، فالله الله عباد الله في الجد والتشمير دون استثقال لصيامه، واستطالة
لأيامه! حذار من الوقوع في نواقضه ونواقصه، وتعاطي المفطرات الحسية والمعنوية!! ولقد جهل أقوام حقيقة الصيام
حين قصروه على الإمساك عن الطعام والشراب، فترى بعضهم لا يمنعه صومه من إطلاق اللسان، والوقوع في الغيبة
والنميمة، والكذب والبهتان، ويطلقون للآذان والأعين الحبل والعنان، لتقع في الذنوب والعصيان، وقد أخرج البخاري
في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قال: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه
وشرابه . إنه ليجدر بالأمة الإسلامية التي تعيش أحلك أوقاتها، وأشد مراحل حياتها: أن تجعل من هذا الشهر نقطة
تحوُّل، من حياة الفرقة والاختلاف، إلى الاجتماع على كلمة التوحيد والائتلاف، وأن يكون هذا الشهر مرحلة تغير في
المناهج والأفكار والآراء، في حياة الأفراد والأمم، لتكون موافقة للمنهج الحق الذي جاء به الكتاب والسنة، وسار عليه
السلف الصالح رحمهم الله وبذلك تعيد مجدها التليد، وماضيها المشرق المجيد، الذي سطره تاريخ المسلمين الزاخر
بالأمجاد والانتصارات في هذا الشهر المبارك، وما غزوة بدر الكبرى، وفتح مكة، ومعركة حطين، وعين جالوت،
وغيرها، إلا شواهد صدق على ذلك. نعم يحل بنا شهرنا الكريم، وأمتنا الإسلامية لا تزال تعاني جراحات عظمى،
وتعايش مصائب كبرى. فبأي حال يستقبل المسلمون في الأرض المباركة من جوار الأقصى المبارك هذا الشهر الكريم،
وهم لا زالوا يعانون حيف اليهود المجرمين. إن في رمضان تتربى الأمة على الجد، وأمة الهزل أمة مهزومة ، في رمضان
يتربى أفراد الأمة على عفة اللسان، وسلامة الصدور، ونقاء القلوب، وتطهيرها من أدران الأحقاد، والبغضاء، والحسد
والغل والشحناء، ولا سيما من طلبة العلم والمنتسبين إلى الخير والدعوة والإصلاح، فتجتمع القلوب، وتتوحد الجهود،
ويتفرغ الجميع لمواجهة العدو المشترك، ونتخلى جميعاً عن تتبع السقطات، وتلمس العثرات، والنفخ في الهنات، والحكم
على المقاصد والنيات. في رمضان: تربية للبيت والأسرة على قواعد التوحيد، وإشراقة الوحي، لتتحول إلى خلايا نحل
جداً وتشميراً في العبادة، وتربية للأسرة، وحفاظاً عليها، ومتابعة لأفرادها، لاسيما الشباب والفتيات. في رمضان :
يطلب من شبابنا تحقيق دورهم، ومعرفة رسالتهم، وقيامهم بحق ربهم، ثم حقوق ولاتهم ووالديهم. في رمضان: تتجسد
ملامح التلاحم بين المسلمين، قادتهم وشعوبهم، علمائهم وعامتهم، كبيرهم وصغيرهم، ليكون الجميع يداً واحدة، وبناء
متكاملاً، لدفع تيارات الفتن، وأمواج المحن، أن تخرق السفينة، وتقوض البناء، ويحصل جراءها الخلل الفكري
والاجتماعي. في رمضان: تكثر دواعي الخير، وتقبل عليه النفوس، فهو فرصة للدعاة والمصلحين، وأهل الحسبة
والتربويين: أن يصلوا إلى ما يريدون من خير للأمة بأحسن أسلوب، وأقوم منهاج. فاتقوا الله أيها الناس ، وصونوا
صومكم عن النواقص، وأدركوا حقيقته وأسراره، وتعلموا آدابه وأحكامه، وأعمروا أيامه ولياليه بالعمل الصالح، جددوا
التوبة، وحققوا شروطها، لعل الله أن يتجاوز عن ذنوبكم، ويجعلكم من المرحومين المعتقين من النار بمنه وكرمه. أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم
الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة
ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون , (البقرة/ 185) فعلى العباد تقوى الله وشكره على بلوغ هذا الموسم
الكريم، فعظموا منزلته، واقدروه قدره، ولا تستكثروا شيئاً فعلتموه، وتأسوا برسولكم صلى الله عليه وسلم فقد كان
أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، يقول ابن القيم رحمه الله :وكان هديه فيه عليه الصلاة والسلام في شهر
رمضان: الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل يدارسه القرآن، وكان يكثر فيه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن،
والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وكان يخصه من العبادات بما لا يخص به غيره . وقد سار على ذلك السلف الصالح رحمهم
الله حيث ضربوا أروع الأمثلة في حسن الصيام، وإدراك حقيقته، وعمارة أيامه ولياليه بالعمل الصالح. واعلموا يا إخوة
الإسلام أنكم كما استقبلتم شهركم هذا ستودعونه عما قريب، وهل تدري ياعبدالله : هل تدرك بقية الشهر أو لا تكمله؟
إننا والله لا ندري ونحن نصلي على عشرات الجنائز في اليوم والليلة: أين الذين صاموا معنا فيما مضى؟ إن الكيس
اللبيب من جعل من ذلك فرصة لمحاسبة النفس، وتقويم اعوجاجها، وأطرها على طاعة ربها قبل أن يفاجأها الأجل، فلا
ينفعها حين ذلك إلا صالح العمل، فعاهدوا ربكم في هذا المكان المبارك في
هذا الشهر المبارك على التوبة والندم، والإقلاع عن المعاصي، وعليكم بالدعاء
، الدعاء لأنفسكم وإخوانكم وأمتكم. وإني لأدعو الله حتى كأنما أرى بجميل
الظن ما الله صانع أيتها الأخت المسلمة: إن الصيام يؤدب على الخير والفضيلة والحياء، ويسلك بالمرأة مسالك العفاف
والحشمة،
والإكثار من القربات، أحمده سبحانه على نعمه الوافرة، وأشكره على آلائه المتكاثرة، فالحمد لله والشكر له على أن
بلغنا بمنه وكرمه شهر رمضان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبدالله ورسوله، أفضل
من صلى وصام، وأشرف من تهجد وقام، صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه البررة الكرام، والتابعين ومن
تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد فيا أيها الإخوة المسلمون: اتقوا الله تبارك وتعالى ، واشكروه على ما هيأ لكم
من المناسبات العظيمة، التي تصقل الإيمان في القلوب، وتحرك المشاعر الفياضة في النفوس، فتزيد الطاعات، وتضيق
مجالات الشر في المجتمعات، وتعطي المسلمين دروساً في الوحدة والإخاء، والتضامن والصفاء، والبر والصلة والهناء،
والطهر والخير والنقاء، والصبر والشجاعة والإباء، إنها منهل عذب، وحمى أمين، وحصن صين للطائعين، وفرصة لا
تعوض للمذنبين المفرطين، ليجددوا التوبة من ذنوبهم، ويسطروا صفحة جديدة بيضاء ناصعة، مفعمة بفضائل الأعمال
ومحاسن الفعال ومكارم الأخلاق. إن من أجل هذه المناسبات زمناً، وأعظمها قدراً، وأبعدها أثراً: ما نعيشه من عبق
هذه الأيام المباركة، والليالي الغر المتلألئة في هذا الشهر الكريم، نرتوي من ثمره، ونرتشف من رحيقه، وننتشي عاطر
شذاه، شهر مضاعفة الحسنات، ومغفرة الذنوب والسيئات ، وإقالة العثرات، فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار،
وتصفد الشياطين، من صامه وقامه إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه، كما صح بذلكم الحديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم، في البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه . نعم فرحة كبرى تعيشها الأمة الإسلامية هذه
الايام، فهي إزاء دورة جديدة من دورات الفلك تمر الايام، وتمضي الشهور، ويحل بنا هذا الموسم الكريم، وهذا الشهر
العظيم، هذا الوافد الحبيب والضيف العزيز، وذلك من فضل الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة، لما له من الخصائص
والمزايا ، ولما أعطيت فيه هذه الأمة من الهبات، وخصت فيه من الكرامات، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت
الشياطين . فيا لها من فرصة عظيمة، ومناسبة كريمة، تصفو فيها النفوس، وتهفو إليها الأرواح، وتكثر فيها دواعي
الخير، تفتح الجنات، وتتنزل الرحمات، وترفع الدرجات ، وتغفر الزلات، في رمضان، تهجد وتراويح، وذكر وتسبيح، في
رمضان، تلاوة وصلوات، وجود وصدقات، وأذكار ودعوات، وضراعة وابتهالات. إذا كان الأفراد والأمم محتاجين إلى
أوقات من الصفاء والراحة، لتجديد معالم الإيمان، وإصلاح ما فسد من أحوال، وعلاج ماجد من أدواء، فإن شهر رمضان
المبارك هو الفترة الروحية التي تجد فيها هذه الأمة فرصة لإصلاح أوضاعها، ومراجعة تأريخها، وإعادة أمجادها، إنه
محطة لتعبئة القوى الروحية والخلقية، التي تحتاج إليها كل أمة، بل يتطلع إليها الأفراد والمجتمعات، إنه مدرسة لتجديد
الإيمان، وتهذيب الأخلاق، وشحذ الأرواح، وإصلاح النفوس، وضبط الغرائز، وكبح جماح الشهوات. في الصيام: تحقيق
للتقوى، وامتثال لأمر الله سبحانه وقهر للهوى، وتقوية للإرادة، وتهيئة للمسلم لمواقف التضحية والفداء، كما أن به
تتحقق الوحدة والمحبة، والألفة والإخاء، فيه يشعر المسلم بشعور المحتاجين، ويحس بجوع الجائعين، الصيام مدرسة
للبذل والجود والصلة، فهو حقاً معين الأخلاق، ورافد الرحمة ، من صام حقاً: صفت روحه، ورق قلبه، وصلحت نفسه،
وجاشت مشاعره، وأرهفت أحاسيسه، ولانت عريكته. فما أجدر الأمة الإسلامية اليوم أن تقوم بدورها، فتحاسب نفسها
عند حلول شهرها، وما أحوجها إلى استلهام حكم الصيام، والإفادة من معطياته، والنهل من معين ثمراته وخيراته.
وبالطبع إن استقبالنا لرمضان يجب أن يكون أولاً بالحمد والشكر لله جل وعلا والفرح والاغتباط بهذا الموسم العظيم،
والتوبة والإنابة من جميع الذنوب والمعاصي، كما يجب الخروج من المظالم، ورد الحقوق إلى أصحابها، والعمل على
الانتفاع من أيامه ولياليه صلاحاً وإصلاحاً، فبهذا الشعور والإحساس تتحقق الآمال، وتستعيد الأفراد والمجتمعات
كرامتها, أما أن يدخل رمضان، ويراه بعض الناس تقليداً موروثاً، وأعمالاً صورية محدودة الأثر، ضعيفة العطاء بل لعل
بعضهم أن يزداد سواءً وانحرافاً والعياذ بالله فذلك انهزام نفسي، وعبث شيطاني، له عواقبه الوخيمة على الفرد
والمجتمع. فلتهنأ الأمة الإسلامية جمعاء، بحلول هذا الشهر العظيم، وليهنأ المسلمون جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها
بهذا الشهر الكريم، إنه فرصة للطائعين للاستزادة من العمل الصالح، وفرصة للمذنبين للتوبة والإنابة، وكيف لا يفرح
المؤمن يفتح أبواب الجنان؟ وكيف لا يفرح المذنب بإغلاق أبواب النيران؟ يا لها من فرص لا يحرمها إلا محروم، ويا
بشرى للمسلمين بحلول شهر الصيام والقيام، فالله الله عباد الله في الجد والتشمير دون استثقال لصيامه، واستطالة
لأيامه! حذار من الوقوع في نواقضه ونواقصه، وتعاطي المفطرات الحسية والمعنوية!! ولقد جهل أقوام حقيقة الصيام
حين قصروه على الإمساك عن الطعام والشراب، فترى بعضهم لا يمنعه صومه من إطلاق اللسان، والوقوع في الغيبة
والنميمة، والكذب والبهتان، ويطلقون للآذان والأعين الحبل والعنان، لتقع في الذنوب والعصيان، وقد أخرج البخاري
في صحيحه أنه صلى الله عليه وسلم قال: من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه
وشرابه . إنه ليجدر بالأمة الإسلامية التي تعيش أحلك أوقاتها، وأشد مراحل حياتها: أن تجعل من هذا الشهر نقطة
تحوُّل، من حياة الفرقة والاختلاف، إلى الاجتماع على كلمة التوحيد والائتلاف، وأن يكون هذا الشهر مرحلة تغير في
المناهج والأفكار والآراء، في حياة الأفراد والأمم، لتكون موافقة للمنهج الحق الذي جاء به الكتاب والسنة، وسار عليه
السلف الصالح رحمهم الله وبذلك تعيد مجدها التليد، وماضيها المشرق المجيد، الذي سطره تاريخ المسلمين الزاخر
بالأمجاد والانتصارات في هذا الشهر المبارك، وما غزوة بدر الكبرى، وفتح مكة، ومعركة حطين، وعين جالوت،
وغيرها، إلا شواهد صدق على ذلك. نعم يحل بنا شهرنا الكريم، وأمتنا الإسلامية لا تزال تعاني جراحات عظمى،
وتعايش مصائب كبرى. فبأي حال يستقبل المسلمون في الأرض المباركة من جوار الأقصى المبارك هذا الشهر الكريم،
وهم لا زالوا يعانون حيف اليهود المجرمين. إن في رمضان تتربى الأمة على الجد، وأمة الهزل أمة مهزومة ، في رمضان
يتربى أفراد الأمة على عفة اللسان، وسلامة الصدور، ونقاء القلوب، وتطهيرها من أدران الأحقاد، والبغضاء، والحسد
والغل والشحناء، ولا سيما من طلبة العلم والمنتسبين إلى الخير والدعوة والإصلاح، فتجتمع القلوب، وتتوحد الجهود،
ويتفرغ الجميع لمواجهة العدو المشترك، ونتخلى جميعاً عن تتبع السقطات، وتلمس العثرات، والنفخ في الهنات، والحكم
على المقاصد والنيات. في رمضان: تربية للبيت والأسرة على قواعد التوحيد، وإشراقة الوحي، لتتحول إلى خلايا نحل
جداً وتشميراً في العبادة، وتربية للأسرة، وحفاظاً عليها، ومتابعة لأفرادها، لاسيما الشباب والفتيات. في رمضان :
يطلب من شبابنا تحقيق دورهم، ومعرفة رسالتهم، وقيامهم بحق ربهم، ثم حقوق ولاتهم ووالديهم. في رمضان: تتجسد
ملامح التلاحم بين المسلمين، قادتهم وشعوبهم، علمائهم وعامتهم، كبيرهم وصغيرهم، ليكون الجميع يداً واحدة، وبناء
متكاملاً، لدفع تيارات الفتن، وأمواج المحن، أن تخرق السفينة، وتقوض البناء، ويحصل جراءها الخلل الفكري
والاجتماعي. في رمضان: تكثر دواعي الخير، وتقبل عليه النفوس، فهو فرصة للدعاة والمصلحين، وأهل الحسبة
والتربويين: أن يصلوا إلى ما يريدون من خير للأمة بأحسن أسلوب، وأقوم منهاج. فاتقوا الله أيها الناس ، وصونوا
صومكم عن النواقص، وأدركوا حقيقته وأسراره، وتعلموا آدابه وأحكامه، وأعمروا أيامه ولياليه بالعمل الصالح، جددوا
التوبة، وحققوا شروطها، لعل الله أن يتجاوز عن ذنوبكم، ويجعلكم من المرحومين المعتقين من النار بمنه وكرمه. أعوذ
بالله من الشيطان الرجيم: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم
الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة
ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون , (البقرة/ 185) فعلى العباد تقوى الله وشكره على بلوغ هذا الموسم
الكريم، فعظموا منزلته، واقدروه قدره، ولا تستكثروا شيئاً فعلتموه، وتأسوا برسولكم صلى الله عليه وسلم فقد كان
أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، يقول ابن القيم رحمه الله :وكان هديه فيه عليه الصلاة والسلام في شهر
رمضان: الإكثار من أنواع العبادة، وكان جبريل يدارسه القرآن، وكان يكثر فيه الصدقة، والإحسان، وتلاوة القرآن،
والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وكان يخصه من العبادات بما لا يخص به غيره . وقد سار على ذلك السلف الصالح رحمهم
الله حيث ضربوا أروع الأمثلة في حسن الصيام، وإدراك حقيقته، وعمارة أيامه ولياليه بالعمل الصالح. واعلموا يا إخوة
الإسلام أنكم كما استقبلتم شهركم هذا ستودعونه عما قريب، وهل تدري ياعبدالله : هل تدرك بقية الشهر أو لا تكمله؟
إننا والله لا ندري ونحن نصلي على عشرات الجنائز في اليوم والليلة: أين الذين صاموا معنا فيما مضى؟ إن الكيس
اللبيب من جعل من ذلك فرصة لمحاسبة النفس، وتقويم اعوجاجها، وأطرها على طاعة ربها قبل أن يفاجأها الأجل، فلا
ينفعها حين ذلك إلا صالح العمل، فعاهدوا ربكم في هذا المكان المبارك في
هذا الشهر المبارك على التوبة والندم، والإقلاع عن المعاصي، وعليكم بالدعاء
، الدعاء لأنفسكم وإخوانكم وأمتكم. وإني لأدعو الله حتى كأنما أرى بجميل
الظن ما الله صانع أيتها الأخت المسلمة: إن الصيام يؤدب على الخير والفضيلة والحياء، ويسلك بالمرأة مسالك العفاف
والحشمة،
[img][/img]
تقبلو تحياتي اختكم سوسو
سوسو- مشرفه
- عدد المساهمات : 199
النقاط : 5748
الرتبه : 0
تاريخ التسجيل : 07/05/2010
العمر : 41
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين 4 مايو 2020 - 16:41 من طرف smsm
» كل سنه وانت طيب نائل
الأحد 19 يناير 2020 - 0:38 من طرف smsm
» كل سنه وانت طيب نائل
الأحد 19 يناير 2020 - 0:32 من طرف smsm
» كل سنه وانت طيب نائل
الأحد 19 يناير 2020 - 0:31 من طرف smsm
» الم الم
الجمعة 29 نوفمبر 2019 - 20:00 من طرف smsm
» صوت قادم من الجنه
الإثنين 25 نوفمبر 2019 - 0:27 من طرف smsm
» موولاى
الإثنين 25 نوفمبر 2019 - 0:14 من طرف smsm
» مولاى
الإثنين 25 نوفمبر 2019 - 0:10 من طرف smsm
» أفضل انواع كاميرات مراقبة 2019
الإثنين 1 يوليو 2019 - 21:37 من طرف كاميرات
» أفضل انواع كاميرات مراقبة 2019
السبت 29 يونيو 2019 - 21:39 من طرف كاميرات