هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» اسئل طبيبك
قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي Emptyالإثنين 4 مايو 2020 - 16:41 من طرف smsm

» كل سنه وانت طيب نائل
قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي Emptyالأحد 19 يناير 2020 - 0:38 من طرف smsm

» كل سنه وانت طيب نائل
قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي Emptyالأحد 19 يناير 2020 - 0:32 من طرف smsm

» كل سنه وانت طيب نائل
قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي Emptyالأحد 19 يناير 2020 - 0:31 من طرف smsm

» الم الم
قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي Emptyالجمعة 29 نوفمبر 2019 - 20:00 من طرف smsm

» صوت قادم من الجنه
قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي Emptyالإثنين 25 نوفمبر 2019 - 0:27 من طرف smsm

» موولاى
قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي Emptyالإثنين 25 نوفمبر 2019 - 0:14 من طرف smsm

» مولاى
قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي Emptyالإثنين 25 نوفمبر 2019 - 0:10 من طرف smsm

» أفضل انواع كاميرات مراقبة 2019
قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي Emptyالإثنين 1 يوليو 2019 - 21:37 من طرف كاميرات

» أفضل انواع كاميرات مراقبة 2019
قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي Emptyالسبت 29 يونيو 2019 - 21:39 من طرف كاميرات

المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد

[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 54 بتاريخ الجمعة 7 سبتمبر 2012 - 3:15
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 310 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو Yasmennael فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 1662 مساهمة في هذا المنتدى في 908 موضوع
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم


قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي

اذهب الى الأسفل

قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي Empty قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي

مُساهمة  المصباح السحري الإثنين 14 يوليو 2014 - 21:58

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ" (البقرة، الآية 185). ولذلك، فإن الانشغال بتلاوة القرآن الكريم وتدبره في رمضان، هو من أجلّ الطاعات وأشرفها، بل كان هذا هو وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم وجبريل في كل رمضان.

ومما يُفرح القلب، امتلاء المساجد والمنازل بالتالين لكتاب الله عز وجل، وتسابق المؤسسات والهيئات الإعلامية على خدمة كتاب الله جل في علاه، ببث تلاوات القُرّاء المتميزين وبرامج التفسير والتدبر، ومسابقات حفظ القرآن، وغيرها من الفعاليات الرائعة.

ومساهمةً في تدبر وتعظيم القرآن الكريم، نذكّر بقصة جمع القرآن الكريم في كتاب واحد، كجزء من وعد الله عز وجل بحفظ كتابه: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر، الآية 9). وفي الحديث الذي رواه مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن ربي قال لي إني منزل عليك كتاباً لا يغسله الماء، تقرأه نائما ويقظانا". وهو الأمر الذي أغاظ أعداء الإسلام، فحاولوا التشكيك في صحة القرآن الكريم ببعض الشبهات الساقطة، والتي فندها العلماء والباحثون، بعد أن فشل أولئك الأعداء في الطعن على القرآن الكريم بما فيه من أخبار وأحكام وعقائد، والتي ما تزال الأيام تبين وتكشف عن أسرار القرآن وكنوزه، التي تُعجز العقول وتبهر الألباب.

ومعرفة حقائق جمع القرآن الكريم أمر مهم، لما يرسخه في القلب من تعظيم وهيبة لكتاب الله عز وجل، وأنه لقي كل عناية واهتمام من اللحظة الأولى من قبل النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام. كما يكشف عن جانب مشرق في فضائل الصحابة، مما استحقوا به المكانة السامقة.

حفظ القرآن الكريم يعتمد في الأساس على حفظه في الصدور وليس في السطور، كحال الحضارات الشفوية عبر التاريخ، والتي تميزت العرب بينها بدقة الحفظ وكثرته. وما تزال ملكة الحفظ القوية في المسلمين لليوم، والدليل ملايين حفظة القرآن المجيد في العالم، من كل الأجناس والشعوب. والشناقطة من موريتانيا، هم نموذج الحفظ الواسع والمتين.

قصة جمع القرآن الكريم مرت بثلاث مراحل زمنية: الأولى، في العهد النبوي. والثانية، زمن خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه. والثالثة، في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه. وسأعتمد هنا بشكل أساسي على كتاب "جهود الصحابة في جمع القرآن: دراسة تحليلية" للأستاذ أحمد سالم.

العهد النبوي:

لما أذن الله عز وجل ببداية البعثة المحمدية، أنزل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ في السماء السابعة، إلى السماء الدنيا؛ قال الله تعالى: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ" (القدر، الآية 1). قال ابن عباس: أنزل الله القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم نزل مفصلا بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والحكمة من نزول القرآن الكريم مفرقاً بحسب الأحداث والوقائع، هي تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم وقلوب المؤمنين فيما يلاقون من تحديات وعقبات: "كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا" (الفرقان، الآية 32).

أيضا، من حكمة نزول القرآن مفرقاً منجما، تسهيل حفظه، والتدرج في التشريع حتى يطيق الناس الالتزام به والانتقال عن جاهليتهم. وشرحت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ذلك، فيما رواه البخاري، بقولها: إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة والنار، حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام، ولو نزل أول شيء: لا تشربوا الخمر. لقالوا: لا ندع الخمر أبدا، ولو نزل: لا تزنوا، لقالوا: لا ندع الزنى.

وبسبب هذا النزول المستمر للوحي الإلهي بالقرآن الكريم، بواسطة جبريل عليه السلام الذي يسمع الوحي والقرآن الكريم من رب العزة جل جلاله، ثم ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم، واستمرار نزول القرآن طيلة البعثة المحمدية 23 عاماً، لم يكن ممكنا جمع القرآن في كتاب بين دفتين.

ولكن هذا لا يعنى أن القرآن لم يكن مجموعاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كما نوضح ذلك في النقاط التالية:

1 - كان النبي صلى الله عليه وسلم يدارس جبريل القرآن الكريم في شهر رمضان من كل عام. ودارسه القرآن مرتين في سنته الأخيرة التي توفي فيها. وهذا يؤكد لنا شدة عناية النبي صلى الله عليه وسلم بمدارسة القرآن الكريم؛ فعن فاطمة رضي الله عنها قالت: أَسر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين" (رواه البخاري). وفي هذا أن العناية بالقرآن كانت قضية محورية ومركزية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن قضية هامشية أو قليلة الأهمية أو الأولوية، كما يزعم بعض المستشرقين وأذنابهم.

2 - كان الصحابة يحفظون من القرآن الكريم، ومنهم من يحفظ القرآن كاملاً، ويعرفون باسم "القُرّاء". ومما يدل على كثرتهم أنه قتل منهم في بعض المعارك أكثر من 70 حافظاً في معركة واحدة! وكان الصحابة يعتنون بدقة حفظهم للقرآن الكريم؛ ففي صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان، فإذا هو يقرأها على غير ما أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم  -وكان هشام يصلي ويقرأ - قال عمر: فكدت أساوره في الصلاة، فانتظرته حتى سلم فلببته بردائه وانطلقت به أجره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: يا رسول الله! إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتني. فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: "أرسله يا عمر. إقرأ يا هشام". فقرأ هشام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هكذا أُنزلت". وقرأ عمر فقال: "هكذا أُنزلت، إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف".
ونلاحظ هنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو من يتولى تعليم الصحابة القرآن الكريم بنفسه، وهو من يفصل في دقة حفظهم وسلامة نقلهم.

3 - كان النبي صلى الله عليه وسلم قد خصص له مجموعة من الصحابة يكتبون ما ينزل من القرآن الكريم؛ أخرج مسلم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تكتبوا عني، ومن كتب غير القرآن فليمْحه".
وعُرف هؤلاء الصحابة باسم "كتبة الوحي"، وأقل عدد لهم أورده المحققون هو 13 رجلا، منهم الخلفاء الأربعة وأُبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت ومعاوية بن أبي سفيان.
وكتابة القرآن الكريم بدأت من العهد المكي. ومما يستأنس به من أدلة ذلك، قصة إسلام الفاروق عمر بن الخطاب، وقراءته لسورة "طه" من صحيفة مع أخته فاطمة وزوجها زيد، وإن كان بعض المحدثين يضعف سند القصة.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشرف عليهم ويأمرهم بضم الآيات في السورة الواحدة لبعضها بعضا، مع ترتيب الآيات في السور؛ فعن عثمان بن أَبِي العاص، قال‏: "كنت جالسا عند رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذ شخص ببصره ثم قال: أتاني جبريل فأمرني أن أضع هذه الآية هذا الموضع من هذه السورة: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى" النَّحْل، الآية 90) إِلَى آخِرِهَا" (رواه أحمد).

يقول القسطلاني: "وقد كان القرآن كله مكتوبا في عهده  -صلى الله عليه وسلم - لكن غير مجموع في موضع واحد، ولا مرتب السور"، وذلك بسبب تنوع المادة التي كتب عليها القرآن الكريم بحسب مقدرات ذاك العصر، والتي تنوعت بين رقاع الجلد ولحف النخل والعظام والحجارة والخشب.

4 - في آخر سنة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم، دارس النبي جبريل القرآن مرتين، وبعدها قام النبي صلى الله عليه وسلم بمدارسة بعض الصحابة من كتبة الوحي القرآن الكريم كله، وسميت هذه المدارسة بالعرضة الأخيرة، ومن هؤلاء الصحابة: عبدالله بن مسعود وزيد بن حارثة.

هكذا يتبين لنا أن القرآن الكريم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم جمعته صدور الصحابة رضوان الله عليهم، وجُمع مكتوباً كله، ولكن ليس على شكل كتاب. وهذا من حفظ الله لكتابه الخاتم، وهذا ما تميز به القرآن على سائر الكتب؛ أنه جُمع في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، في الصدور والسطور، بخلاف غيره من الكتب التي لم تدون إلا بعد قرون متطاولة، أو لم يتسن حفظها من قبل صدور المؤمنين به، ولذلك طالها التحريف والتبديل والضياع.

المصباح السحري

عدد المساهمات : 8
النقاط : 4281
الرتبه : 10
تاريخ التسجيل : 24/08/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي Empty قصة جمع القرآن الكريم: عهد أبي بكر الصديق

مُساهمة  المصباح السحري الإثنين 14 يوليو 2014 - 22:01

بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وتولي أبي بكر الصديق الخلافة، كان التصدى للمرتدين أول مهمة قام بها أبو بكر رضي الله عنه. وكان في طليعة من تصدى للمرتدين أهل القرآن الكريم من الصحابة الكرام، ذلك أن أهل القرآن هم الطليعة والقدوة في كل شيء. 

ففي معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب، وهي المعركة الفاصلة مع المرتدين، كان شعار الصحابة الكرام: "يا أصحاب سورة البقرة يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال". وقد استشهد في هذه المعركة ألف ومائتا شهيد، كان منهم 70 من قراء القرآن الكريم. ولاحظ الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، خطورة استشهاد حفظة القرآن، لأن القرآن الكريم الأصل فيه تُلقي مشافهة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال للخليفة أبي بكر رضي الله عنهما: "إن القتل استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشي أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن. وإنى أرى أن تأمر بجمع القرآن" (رواه البخاري).

من هنا كانت البداية لجمع القرآن الكريم في زمن الصديق في مصحف واحد بين دفتين، مرتب السور. وهو ما سنستعرض خطواته في النقاط التالية:

1 - اقتراح الفاروق بجمع القرآن الكريم، يدل على متانة وعمق المنهج الذي تعلمه الصحابة من النبي صلى الله عليه وسلم؛ بالأخذ بالأسباب نحو حمل أمانة القرآن والرسالة للبشرية جمعاء. كما يدل على عبقرية الفاروق وبعد نظرته الاستراتيجية، وملكة الاجتهاد لديه. وفي قبول أبي بكر لاقتراح الفاروق نموذج مشرق لقبول الحاكم النصيحة المخلصة، ومن هنا جاء الأمر الإلهي للمؤمنين والمسلمين باتباع سبيل الصحابة الكرام في قوله تعالى: "وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا" (النساء، الآية 115)؛ وهل كان المؤمنون عند نزول هذه الآية الكريمة إلا الصحابة؟ وقال تعالى: "فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ" (البقرة، الآية 137).

2 - لما اقتنع الخليفة أبو بكر برأي عمر، استدعى زيد بن ثابت؛ أحد كتاب الوحي وأحد علماء الصحابة، وكلفه الخليفة بمهمة جمع القرآن وقال له: "إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتتبع القرآن فاجمعه".
وقد كان زيد جارا للنبي صلى الله عليه وسلم، يستدعيه حين نزول الوحي ليكتبه. وقد وصف لنا زيد كيف كان يكتب القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "كنت أكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته برحاء شديدة وعرق عرقا شديدًا مثل الجمان، ثم سُرِّي عنه. فكنت أدخل عليه بقطعة الكتف أو كسرةٍ فأكتب وهو يملي علي، فما أفرغ حتى تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآنِ، حتى أقول لا أمشي على رجلي أبدًا. فإذا فرغت قال اقرأْ. فأقرأه. فإن كان فيه سقطٌ أقامه ثم أخرج به إلى الناس". ونلاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يراجع معه المكتوب (فإن كان فيه سقط أقامه)، لنعرف مقدار الدقة التي كتب بها القرآن منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

3 - ما الذي قام به زيد بأمر الخليفة أبي بكر الصديق؟
الذي قام به زيد أنه جمع القرآن الكريم المكتوب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بين دفتين في صحف متتابعة مرتب السور، وفي مكان واحد، بعد أن كان مكتوباً مفرقا على أشياء مختلفة (صحف، عظام، حجارة، جريد النخل...)، وفي أمكان متعددة.
قال الإمام البغوي في شرح السنة: "سعي الصحابة كان في جمعه -أي القرآن- في موضع واحد، لا في ترتيبه؛ فإن القرآن مكتوب في اللوح المحفوظ على الترتيب الذي هو في مصاحفنا، أنزله الله -تعالى- جملة واحدة في شهر رمضان ليلة القدر إلى السماء الدنيا". 

4 - كيف نفذ زيد مهمة جمع القرآن؟
أولاً: قام الفاروق بالإعلان للناس عن إحضار ما لديهم من القرآن مكتوباً.
ثانياً: جلس زيد والفاروق على باب المسجد يستقبلون ما يجيء به الصحابة من القرآن.
ثالثا: كان يطلب من كل من جاء بشيء من القرآن إحضار شاهدين على أنه كتب هذا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم.
رابعاً: قام زيد بكتابة القرآن من خلال مطابقة ما كتب من القرآن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بما يحفظه الصحابة في صدورهم من القرآن.
قال زيد: "فتتبعت القرآن أجمعه من العسب، واللخاف، وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره"، أي لم يجدها مكتوبة إلا عند أبي خزيمة، وإلا فزيد وغيره من الصحابة يحفظ هذه الآيات، لكنه يريد أن تكون الآيات محفوظة ومكتوبة، وذلك لزيادة التوثيق والاحتياط.

5 - كانت بداية مهمة جمع القرآن بعد معركة اليمامة في نهاية السنة 11 للهجرة، وانتهت قبل وفاة أبي بكر في منتصف سنة 13 للهجرة.

6 - بعد كتابة القرآن وجمعه، سُلم لأبي بكر الصديق وبقي عنده حتى وفاته. ثم بقي عند عمر حتى استشهد على يد أبي لؤلؤة المجوسي، فبقي عند أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما. ثم طلبها عثمان لينسخ منها نسخا للأمصار -وهذا سنفصله في المقال المقبل- وأعادها لحفصة. فلما توفيت حفصة سنة 41 للهجرة، طلب أمير المدينة مروان بن الحكم هذه الصحف من عبدالله بن عمر وأتلفها، حتى تجتمع كلمة المسلمين على المصاحف التي نسخت عن مصحف الصديق ووزعت في البلاد بأمر عثمان رضي الله عنها.

وبهذا، أصبح القرآن الكريم مكتوباً ومرتباً ومجموعاً في مكان واحد، وذلك وفق أعلى معايير الضبط والتوثيق، ومن خلال عمل جماعي وعلمي وشفاف، أجمع الصحابة كافة رضوان الله عليهم على دقته وصحته وسلامته من الزيادة أو النقصان، بفضل الله وتوفيقه لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنة واحدة فقط.

المصباح السحري

عدد المساهمات : 8
النقاط : 4281
الرتبه : 10
تاريخ التسجيل : 24/08/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة جمع القرآن الكريم: العهد النبوي Empty قصة جمع القرآن الكريم: عهد عثمان ذي النورين

مُساهمة  المصباح السحري السبت 19 يوليو 2014 - 1:27

توفي أبو بكر الصديق وقد جمع القرآن الكريم كاملاً في مصحف بين دفتين وفي مكان واحد، بعد أن كان مجموعاً في عهد النبي، صلى الله عليه وسلم، في صدور الصحابة، ومكتوباً على مواد متنوعة في أماكن متفرقة.

أما الفاروق عمر بن الخطاب، وهو صاحب المبادرة إلى مشروع الأمة بجمع القرآن الكريم، والمشارك فيه، فقد كان طيلة خلافته التي استمرت عشر سنين، مهتما بنشر القرآن وتعليمه وتحفيظه للمسلمين. ففي الطبقات الكبرى لابن سعد، عن محمد بن كعب القرظي قال: "جمع القرآن في زمان النبي خمسة من الأنصار: معاذ بن جبل وعبادة بن صامت وأُبيّ بن كعب وأبو أيوب وأبو الدرداء.

فلما كان زمن عمر بن الخطاب، كتب إليه يزيد بن أبي سفيان: إن أهل الشام قد كثروا وربلوا وملأوا المدائن واحتاجوا إلى من يعلمهم القرآن ويفقههم. فأعنّي يا أمير المؤمنين برجال يعلمونهم. فدعا عمر أولئك الخمسة فقال لهم: إن إخوانكم من أهل الشام قد استعانوني بمن يعلمهم القرآن ويفقههم في الدين، فأعينوني رحمكم الله بثلاثة منكم، إن أجبتم فاستهموا وإن انتدب ثلاثة منكم فليخرجوا. فقالوا: ما كنا لنتساهم، هذا شيخ كبير لأبي أيوب وأما هذا فسقيم لأُبيّ بن كعب. فخرج معاذ وعبادة وأبو الدرداء. فقال عمر: ابدأوا بحمص فإنكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة، منهم من يلقن، فإذا رأيتم ذلك فوجهوا إليه طائفة من الناس. فإذا رضيتم منهم، فليقم بها واحد، وليخرج واحد إلى دمشق والآخر إلى فلسطين.

وقدموا حمص فكانوا بها حتى إذا رضوا من الناس، أقام بها عبادة وخرج أبو الدرداء إلى دمشق ومعاذ إلى فلسطين. أما معاذ، فمات عام طاعون عمواس، وأما عبادة فصار بعد إلى فلسطين فمات بها، وأما أبو الدرداء فلم يزل بدمشق حتى مات".
وجاء في ترجمة نافع بن ظريف بن عمرو بن نوفل بن عبد مناف النوفليّ، عند ابن حجر في كتابه "الإصابة"، أنه كتب المصحف لعمر. وروى أبو داود في كتابه "المصاحف"، أن عمر كان يُسر حين يرى مصحفاً عظيماً مع الناس.

ثم جاء عهد عثمان بن عفان "ذي النورين" العام 23 للهجرة، فتوسعت الفتوحات، ودخل كثير من الأمم الأعجمية في الإسلام. ويكفي أن نعرف أن دولة الإسلام في عهد عثمان وصلت الصين شرقاً وتونس غرباً وأرمينيا وأذربيجان شمالاً. وانتشر بين هؤلاء الأقوام والأمم معلمو القرآن الكريم من الجيل الثاني والثالث، من التابعين وتابعي التابعين، الذين تتلمذوا على الصحابة الذين نشرهم الفاروق في البلدان. ومعلوم أن القرآن الكريم نزل على سبعة أحرف، تسهيلاً وتيسيراً على الأمة، وكان الصحابة يقرأون بها.

ولكن بسبب حركة الفتوحات والجيوش، كان يختلط أهل الشام وأهل العراق وأهل مصر، فتختلف قراءتهم للقرآن بسبب عدم معرفتهم بنزول القرآن على سبعة أحرف، فتحدث مشاحنات ومشاجرات. وقد تنبه لخطورة هذا بعض الصحابة، منهم حذيفة بن اليمان؛ وهو الصحابي البصير بمعرفة الفتن القادمة على الأمة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد خصه بمعرفة أسماء المنافقين.

كان حذيفة مع جيش أهل الشام في فتح أرمينيا، ثم ذهب لفتح أذربيجان مع أهل العراق في نهاية العام 24هـ، وكان معه سعيد بن العاص فقال له حذيفة: "أما لئن ترك الناس ليضلن القرآن ثم لا يقومون عليه أبداً. قال: وما ذاك؟ قال: رأيت أمداد أهل الشام حين قدموا علينا، فرأيت أناساً من أهل حمص يزعمون لأناس من أهل الكوفة أنهم أصوب قراءة منهم، وأن المقداد أخذها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ويقول الكوفيون مثل ذلك. ورأيت من أهل دمشق قوماً يقولون لهؤلاء: نحن أصوب منكم قراءة وقرآنا، ويقول هؤلاء لهم مثل ذلك". ولما عاد حذيفة للكوفة، وجد الناس هناك أيضاً يختلفون في قراءة القرآن، بين قراءة عبدالله بن مسعود أو أبي موسى الأشعري أو المقداد أو سالم. فغضب حذيفة وقال: "والله لئن عشت حتى آتي أمير المؤمنين لأشكون إليه ذلك، ولآمرنه ولأشيرن عليه أن يحول بينهم وبين ذلك". وسافر حذيفة للمدينة لمقابلة عثمان الخليفة، وقال له: "يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى".

ولعلاج هذه المشكلة، شاور عثمان الصحابة في توحيد المصاحف في البلدان، باعتماد نسخة منقولة من مصحف أبو بكر الصديق، وتكون بحرف قريش، لتجتمع كلمة المسلمين على مصحف واحد بعد أن كثر غير العرب في المسلمين، الذين لا يدركون لغات العرب والأحرف السبعة.
يقول الخليفة الرابع علي بن أبي طالب: "دعانا -عثمان- فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضكم يقول: قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد يكون كفرا، وإنكم إن اختلفتم اليوم كان لمن بعدكم أشد اختلافا. قلنا: فما ترى؟. قال: أن أجمع الناس على مصحف واحد فلا تكون فرقة ولا اختلاف. قلنا: فنعم ما رأيت". 
 
ولتنفيذ هذا القرار، قام عثمان بما يلي:

1 - أرسل إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر أن ترسل له مصحف الصّديق لينسخ منه مصاحف للبلاد، ثم يعيده لها. وفعلاً أعاده لها.

2 - شكل لجنة من كل من زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام، لنسخ المصاحف. وقد شاور عثمان الصحابة في ذلك، فقرروا أن يمليَ سعيد بن العاص لكونه أعرب الناس، وأن يكتب زيد لكونه أكتبهم.

3 - وزيادة في الاحتياط، تمت مقارنة ما كتبه زيد من مصحف الصّدّيق بما هو مكتوب عند الصحابة، فكان مطابقاً. وأيضاً، كانت تتم مراجعة ما كتب زيد حذراً من السهو أو الخطأ أو النقص.

4 - حدد عثمان المنهج العلمي لكتابة المصحف، فقال لأعضاء اللجنة القرشيين الثلاثة: "إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم". ففعلوا. ومثال ذلك، اختلاف اللجنة في طريقة كتابة كلمة "التابوت" هل تكتب بتاء مفتوحة أو مربوطة، فرفع الأمر لعثمان فأمر بكتابتها على لسان قريش بالتاء المفتوحة. وعثمان أصلاً من كتبة الوحي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.

5 - كان عثمان يستشير كبار الصحابة من كتبة الوحي في مواضع اختلاف اللجنة في كتابة بعض الكلمات؛ فقد أرسل لأُبيّ بن كعب بكتف شاة فيها "لم يتسن"، وفيها "لا تبديل للخلق"، وفيها "فأمهل الكافرين"؛ يستشيره في الكتابة الصحيحة لها.

فقام أُبيّ بن كعب فمحا إحدى اللامين، وكتب "لخلق الله"، ومحا "فأمهل" وكتب "فمهل"، وكتب "لم يتسنه" ملحقا فيها الهاء.
6 - بعد نسخ مصحف الصّدّيق من قبل اللجنة، تمت الاستعانة ببعض الصحابة الآخرين لنسخ عدة نسخ من المصاحف لتسريع العمل. ثم أرسلت نسخة إلى كل من البصرة والكوفة والشام ومكة واليمن والبحرين، وبقي مصحف عند عثمان بالمدينة. ومع كل نسخة أرسل مقرئ، لأن التلقي الشفوي هو الأساس في تعلم القرآن الكريم، كحال النبي صلى الله عليه وسلم مع جبريل عليه السلام.

7 - أمر عثمان بجمع وإحراق أي نسخة من المصحف بخلاف هذه التي أرسلها، حتى ينتهي الخلاف وتتوحد كلمة المسلمين على مصحف إمام جامع.

وقد أجمع الصحابة على صواب فعل عثمان بجمع الناس على مصحف واحد، وتحريق ما عداه. ويكفي في هذا قول الخليفة الراشد الرابع علي بن أبي طالب: "اتقوا الله في عثمان ولا تغلوا فيه، ولا تقولوا حراق المصاحف، فوالله ما فعل إلا عن ملأ منا أصحاب محمد... رحم الله عثمان، لو وليته، لفعلت ما فعل في المصاحف".

وقد بقيت هذه المصاحف التي أرسلها عثمان عند المسلمين يعظمونها ويتوارثونها. فمصحف الشام بقي عند بنى أمية مدة خلافتهم، ثم أرسل لعبدالرحمن بن معاوية، المعروف بعبدالرحمن الداخل أو صقر قريش في الأندلس، فأوقفه على جامع قرطبة، وكان يقرأ الإمام منه يوميا بعد صلاة الفجر، وبقي هناك إلى العام 552هـ، حين دخل الغزاة الجامع بدوابهم ومزقوا المصحف. وقد جمعت صفحاته بجهد، ثم نقل لمراكش في المغرب على يد مؤسس دولة الموحدين. ويذكر بعض العلماء أنه شاهد المصحف المكي العام 657هـ.

هكذا توحدت الأمة الإسلامية على مصحف واحد عبر تاريخها الطويل؛ مصحف كتب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع الصحابة على دقته وسلامته من النقص والزيادة، إذ تم توثيق آياته من خلال عمل علمي موضوعي شفاف، قام على حفظ العدول الثقات، مع مطابقته بما كتبه كتبة الوحي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الجهد العلمي قد شهد له المنصفون من غير المسلمين، فهذا أحد المستشرقين يقول: "إن القرآن -يقصد المصحف المعاصر- إذا جرد من الشكل والتنقيط وبعض التعليقات عند أول سورة من كونها مكية أو مدنية، ومن ذكر عدد آياتها، يكون تماما هو القرآن الذي أنزل على النبي -صلى الله عليه وسلم".

وما تزال الأمة الإسلامية تتعاهد حفظ القرآن الكريم وجمعه في صدورها بالأسانيد المتصلة للنبي صلى الله عليه وسلم، وبالصحف المكتوبة عن المصحف الأول، مصداقا لقوله تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (الحجر، الآية 9).

المصدر: بقلم أسامة شحادة, نقلاً عن جريدة الغد.

المصباح السحري

عدد المساهمات : 8
النقاط : 4281
الرتبه : 10
تاريخ التسجيل : 24/08/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى