الشخير وفقدان النفس في النوم ( Snoring and Sleep Apnea )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف ينشأ هذا الصوت المزعج? إن التوتر العضلي ينخفض بعد أن نستسلم للنعاس. ثم إن اللسان والفك الأسفل, خصوصا إذا كان الشخص ينام على ظهره, ينزلقان قليلا إلى الوراء, وهذا قد يعوق مرور الهواء من تجويف الأنف. وتكون النتيجة أن يتنفس المرء من خلال الفم. ثم أن الدخول السريع للهواء يؤدي إلى تذبذب اﻟﻤﺠري الهوائي العلوي (سقف الحلق الرخو), وتصبح هذه التذبذبات مسموعة في صورة شخير. على أن أصحاب السمنة أو الزيادة في الوزن أميل إلى الشخير. ذلك أن السمنة تضطرهم إلى أن يناموا على ظهورهم, والأنسجة الشحمية في حلوقهم تزيد من التذبذبات. ولذلك كان من أساليب العلاج الفعالة للشخير هو أن ينقص الفرد من وزنه. كما أن استخدام ( كرة الشخير ) ينصح به في بعض الأحيان; وذلك بأن يثبت بالخياطة في ظهر ( بيجامة ) الشخص شئ صلب كروي صغير, مثل كرة الجولف, لتمنعه بذلك من النوم على ظهره. وكذلك تستخدم أربطة الذقن بوصفها أدوات بمنع الشخير. وحديثا تم اختراع آلة ( تغذية مرتدة للشخير ) ; والفكرة فيها أن يؤدي صوت الشخير الصادر عن الشخص إلى توجيه صدمة كهربية خفيفة للنائم.

والأمراض قد تسبب كذلك تغيرات في اﻟﻤﺠاري الهوائية مما يؤدي إلى الشخير فنزلات البرد, وأنواع الحساسية اﻟﻤﺨتلفة, ومشكلات الجيوب الأنفية كلها قد تعوق التنفس; وفي الأطفال نجد أن تضخم اللوزتين قد يحدث نفس الأثر. ولم يتيسر إلا حديثا أن تم الكشف عن حالة أخرى لها خطورتها التامة فقد تبين أن الشخير في بعض الحالات يكون عرضا لاضطراب معين يعرف باسم فقدان النفس في النوم ( Sleep Apnea ) وفقدان النفس في النوم هو اضطراب في التنفس يتخذ صورة فترات متكررة من توقف التنفس أثناء النوم. وهذه قد تقع عدة مئات من المرات كل ليلة; وهي تستمر في العادة بضعة ثوان فقط ولكنها قد تطول في الحالات المتطرفة لتصل إلى دقيقتين. والمريض عندما يتوقف عن التنفس يصبح كثير التململ والتحرك بشكل متزايد ويظل يتقلب في سريره وكأنه يتعرض للتقلصات والتشنجات, ولكنه لا يفيق أو يستيقظ. ثم يعود التنفس ويكون مصحوبا بشخير مرتفع انفجاري. ومرضى فقدان النفس يكونون في العادة من الذكور الذين يتصفون بالسمنة المفرطة ومن تجاوزت أعمارهم الأربعين; والاضطراب أكثر ندرة بين النساء. وأثناء فترات توقف النفس يصبح اﻟﻤﺠرى الهوائي العادي مسدودا مما يجعل من المتعذر على المرضي أن يقوموا بعمليات الشهيق. وهذا الانسداد يرجع في أغلب الأحيان إلى نقص شاذ في التوتر العضلي للحلق ( تجويف الحنجرة ). وعلى الرغم من أن السبب في هذه المشكلة لم يتم تحديده بعد, إلا أن الاستعدادات الوراثية هنا أيضا يظن أنها تلعب دورها.

وفقدان النفس أثناء النوم قد تكون له نتيجتان مختلفتان. أما الأولى فهي أن المرضى يشعرون بالحاجة إلى النوم والنعاس أثناء النهار, ولدرجة من الشدة المزعجة حتى أنهم عادة ما يلتمسون مشورة الطبيب. والشعور بالحاجة إلى النعاس أثناء النهار ترجع فيما يبدو إلى الاضطرابات المتكررة في التنفس والتي تؤدي إلى نقص النوم. وأما النتيجة الثانية التي هي أكثر خطورة فهي أن نسبة الأوكسيجين في الدم تهبط أثناء فترات توقف التنفس الأمر الذي قد يؤدي إلى نقص لفترات طويلة في مقدار الأوكسيجين في الدم. تهبط أثناء فترات توقف التنفس الأمر الذي قد يؤدي إلى نقص لفترات طويلة في مقدار الأكسيجين بالجسم وهذا قد يسبب ازديادا في ضغط الدم في مجاري الدم في الرئتين وإلى حدوث عدم الانتظام في إيقاع القلب. ومن شأن الأقراص المنومة والمشروبات الكحولية أن تؤدى إلى تفاقم فقدان النفس في النوم, وذلك لأن كلا منهما يخفض من التنفس أثناء النوم إلى درجة أكبر. وفقدان النفس في النوم هذا قد يكون عاملا مسببا في حالات الموت المفاجئ التي تحدث أثناء النوم بين الناس كبار السن من أصحاب السمنة الزائدة. والذي يؤسف له أن علاج هذه المشكلة الصحية أمر غير يسير. وإنقاص الوزن قد يكون له تأثير طيب مفيد. وفي أكثر الحالات خطورة يضطر الأطباء إلى إجراء عملية شق القصبة الهوائية ( Tracheotomy ) وذلك حتى نضمن تنفس المريض أثناء الليل.

المصدر: أسرار النوم, تأليف الكسندر بوربلي ص 121 - 123