إسهامات أدموند هالي فيما يتعلق بالمذنبات 1705

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ زمن بعيد كان الناس ينظرون إلى الظهور المفاجئ لمذنب ما في السماء ليلاً على أنه نذير شؤم. فعلى سبيل المثال, ظهر مذنب في سماء روما قبل ليلة اغتيال يوليوس قيصر. كما كان ظهور تلك المذنبات سبباً في التنبؤ بحدوث معركة هيستينجز في عام 1066 وسقوط إسطنبول في عام 1452. وتعني كلمة مذنب نجم مكسو يالشعر وتشير أيضا إلى رأس المذنب غير الواضح والذيل الذي تظهره المذنبات, حينما تقترب من الشمس.

في العام 1705, بدأ عالم الفلك الإنجليزي أدموند هالي يلغي تماماً فكرة الخوف من المذنبات. ولقد استند هالي في ذلك إلى عمل نيوتن الرائع والمعروف باسم principia والذي يدين بالفضل كثيراً لهالي في عام 1684. فمسار المذنبات خلال الفضاء يخضع فقط للجاذبية. ولقد أوضح نيوتن كيفية حساب مثل هذا المسار من خلال ثلاث أو أربع ملاحظات على الأكثر. حينما قام هالي بعمل الحسابات المتعلقة بمسار المذنبات التي تمت رؤيتها في أعوام 1452 - 1531 - 1607 - 1682 ,كانت النتائج تقريباً متشابهة. وقد أوضح هالي أن هذه المذنبات ما هي إلا جسماً واحداً وقد ظهر في مسار ثابت ثم ظهر مرةً أخرى في عام 1759.

توفي هالي مباشرة عقب إنجازه لما تنبأ به. ومن الجدير بالذكر أن المذنب الأكثر شهرةً الآن يحمل اسمه. والأمر الأكثر أهميةً من ذلك هو أن نيوتن وضح أن المذنبات عبارة عن أجرام سماوية عديمة الحياة تدور حول الشمس, وتخضع للقوانين نفسها التي تخضع لها الكواكب. ولم يكن ظهور المذنبات للمرة الثانية أمراً خارقاً للطبيعة وإنما كان متوقعاً, ولذلك لم يكن هناك أي داع ٍ للخوف. فقد يصطدم هذا المذنب يوماً ما بكوكب الأرض مما يتسبب في حدوث دمار كبيراً لم يتوقعه هالي, ولكن في نهاية القرن - في عام 1796- توقع العالم الفرنسي بير لابلاس حدوث ذلك.

المصدر: موسوعة الاكتشافات العلمية ,ديفيد اليارد صفحة 141-142